Monday, November 28, 2016

سلوكيات المعلم وتأثيره على مناخ الفصل الدراسي

سلوكيات المعلم وتأثيره على مناخ الفصل الدراسي
       يعتبر المعلم العامل الرئيسي والمكون لعملية التفاعل داخل الفصل الدراسي. فالظروف المناخية السائدة داخل الفصل الدراسي ما هي إلا نتيجة لتداخل وتفاعل عدد من العناصر. فهناك :
      1. شخصية المعلم كنظام مستقل له تعاملاته وخصائصه وسماته الشخصية وخبرته السابقة.
      2. الطالب وما يتميز به من نظام وتفاعل داخلي يعكس الأساليب التربوية والتنشئة الاجتماعية التي انبثق منها، وكل طالب هو نظام مستقل بذاته له علاقاته واهتماماته وقدراته وخصائصه وسماته يختلف عن الآخرين.
      3. التفاعل الجماعي للطلبة داخل الفصل بعضهم ببعض والذي قد يخلق جواً غير مريح في بعض الأحيان قد يعكس أساليب تعامل وتفاعل غير متوازنة وذلك نتيجة لاختلاف النواحي الثقافية والاجتماعية وأساليب التنشئة مما يتطلب تدخلاً لإعادة التوازن لهذا النوع من التفاعل.
      4. التفاعل الحاصل بين الطلبة والمعلم سواء كانت تفاعلات كمجموعة أو عدة مجموعات أو تفاعلات فردية بين المعلم والطالب.
هذه العناصر المتعددة للعلاقات الداخلية في الفصل الدراسي والناتج عنها عملية التفاعل لهذه العناصر يخلق جواً ومناخاً إما أن يكون مريحاً يدعو إلى الاطمئنان والراحة والشعور بالأمان وبالتالي يكون دافعاً للإنجاز والتحصيل وإما أن يكون جواً يدعو إلى القلق والتوتر والخوف وبالتالي يؤثر على العملية التعليمية مما يؤدي إلى إخفاق تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية (Gallagher, 1991 ) (Herradine, &Coleman, 1996  ) إن سلوكيات المعلم وتأثيرها على المناخ الفصلي السائد يدفع بالعملية التعليمية ويساهم بالوصول إلى التفاعل المتوازن بين تلك العناصر المتعددة داخل الفصل الدراسي مما يجعل الفصل الدراسي يتميز بالآتي:
1) مناخ مريح و مناسب لتطوير مختلف جوانب النمو العقلي والانفعالي والجسمي والاجتماعي والابتعاد عن أن يكون المناخ الصفي متمركزاً حول المعلم                                                   ( Teacher Centered Classroom ), والذي يكون فيه المعلم المتحدث معظم الوقت, ويكون الشكل التنظيمي للفصل يأخذ الشكل التقليدي للصفوف المتراصة, والمتجهة نحو المعلم, والسبورة من أمامهم. ويؤكد ستيل (Steele, 1982) أهمية أن يكون مناخ الفصل الدراسي
متمركزاً حول الطالب ويكون الطالب محور العملية التعليمية                                       ( Student Centered Classroom ), بحيث يتفاعل كل من الطالب والمعلم أي أن التفاعل في عدة اتجاهات وتكون طريقة الجلوس للطلبة على شكل مجموعات أو دائرة.
2) أهمية إدخال النواحي الإنسانية والعاطفية والوجدانية في العملية التعليمية من خلال إضفاء الاحترام والتعاطف على الجو الدراسي, وحفظ الكرامة والتقدير, ونبذ كل ما هو مؤذ لكرامة الإنسان أو الإقلال من شأنه             ( Calrk, 1983 ).
3) أن يكون الجو السائد في الفصل الدراسي قائماً على التسامح والبعد عن العقاب بكافة أشكاله اللفظية والجسدية ( Torrance, 1987 ).
4) أن يتمتع الفصل الدراسي بجو من الحرية والديمقراطية في التعامل, وعدم فرض الرأي, وتعطى الحرية للطلبة للنقاش والحوار بطريقة حضارية وتقبل مختلف وجهات النظر, وإبداء المرونة في التفكير وعدم التصلب والجمود.
5) ممارسة الطلبة المشاركة في اتخاذ القرارات فيما يخصهم من منهج وطرق تدريس ووسائل تعليمية ونشاطات صفية وغير صفية وعمل الخطط الفردية والتقارير ( Renzulli, 1994 ).
6) أن يتميز مناخ الفصل الدراسي بإعطاء الفرصة للطلبة للاكتشاف والاستطلاع العملي التطبيقي داخل الفصل الدراسي وخارجه مما يؤدي إلى كسر حاجز الرهبة والخوف لديهم. ويدفعهم إلى مزيد من الإطلاع والتعلم وبهذا يكون داعماً ودافعاً لعمليات التفكير بمختلف أشكالها ( Renzulli, 1994 ).
7) أن تساهم سلوكيات المعلم بإيجاد مختلف الطرق لزيادة الإثارة وجعل البيئة الصفية محطة للتشويق والاستثارة, وتعدد الموضوعات المطروحة والتي تتعلق باهتمامات الطلبة وميولهم, وربط الموضوعات العلمية البحتة بموضوعات محببة لدى الطلبة مثل كرة القدم والألعاب الالكترونية أو الشخصيات الكرتونية المحببة أو العرائس كنواحي تطبيقية للدرس لزيادة الإثارة والمتعة ( Renzulli, 1994 ) والتقليل من الواجبات الفصلية الروتينية واستبدالها بنشاطات تدعو إلى الخيال والتأمل والبحث مما يكون داعماً ودافعاً لعمليات التفكير المختلفة في جو مناسب قائم على استخدام أساليب حديثة تتفق مع ميولهم واهتماماتهم ( Steele, 1982 ) ( Treffinger, 1986 ).
8) الابتعاد عن جو التسلط والقمع وإحداث الخوف والقلق لدى الطلبة. فلقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال المتفوقين والموهوبين الذين تربوا في بيئات قائمة على التعامل الصارم والأساليب التسلطية كالتوبيخ والإيذاء وإعطاء الأوامر والاستهزاء وعدم التقدير والاحترام والتحقير والعقاب البدني يظهر عليهم الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس والانسحاب, فهذا الجو للفصل الدراسي غالباً ما يمنع الإبداع والتفكير المرن الأصيل ويبعث إلى انخفاض الروح المعنوية للطالب وتقدير الذات والشعور بالخضوع, وعدم الإحساس بالقيمة والشعور بالانقيادية والمسايرة للآخرين وعدم الاعتداد بالرأي وانخفاض الثقة بالنفس  ( Torrance, 1987 ).
9) أن يكون جواً مليئاً بالمرح والفكاهة, يدعو إلى المساواة والتعاون البناء بين الطلبة كمجموعات وكأفراد, وتكون الحصص ممتعة وحيوية بحيث لا يشعر الطلبة بالملل. وأكد كل من كلارك ( Clark, 1997 ) وباسو ( Passow, 1986 ) على أهمية التعليم المفتوح, وترك الفرصة للطلبة بحرية للتحدث والمشاركة, هذا الجو من الانفتاح والشعور بالارتياح يدعو الطلبة ويساعدهم على تطوير ذاتهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم الإبداعية.
10) أن يكون لدى معلم الطلبة المتفوقين و الموهوبين القدرة على إدارة الجماعات الصغيرة, والعمل التدريبي التعاوني, والتعرف على كيفية التدريب على إدارة الحوار والنقاشات بين المجموعات, وتتضح مهارة المعلم في جعلهم يشعرون بالتفوق في المناقشات والحوارات التي يطرحونها. ومعرفة الحوار البناء والحوار الدفاعي وغيرها من الموضوعات المرتبطة بالتعلم التعاوني والجماعات ( Renzulli, 1994 ).
11) الاستخدام الأمثل للحوافز والمؤثرات الفعالة لزيادة التفاعل في الفصل بدون المبالغة في استخدامها, وعليه تحديد أهمية المؤثرات والمعززات الداخلية والخارجية وأيهما أكثر فعالية.

وقد أورد فورد  Ford, 2003 ))  مقارنة للأساليب والاعتقادات والتطبقات التربوية الحديثة لتعامل المعلم مع الطلبة وطرق التدريس وبين الأساليب والاعتقادات والتطبقات التقليدية  انظر جدول رقم  ( 8- 1 ). وقد أكد في أبحاثه على أهمية أن يتميز المعلم بمهارات أساسية, كالتعامل البناء, ومهارات الاتصال, وتقبل وجهات النظر, واستخدام البرامج المتعددة, المتنوعة كالبرامج الإبداعية, وبرامج التفكير لتحسين مستوى أداء الطلبة في كافة المجالات.







جدول رقم ( 8 ـ 1 ) يوضح الاعتقادات والتطبقات التربوية الحديثة والتقليدية
 (Ford, 2003 )
الاعتقادات والتطبقات التقليدية
الاعتقادات والتطبقات الحديثة
  1. التقييم للطلبة يتم على أساس التركيز على التوصل إلى الإجابة الصحيحة الواحدة (( التفكير التقاربي ))
  • التقييم للطلبة يتم على أساس التوصل إلى عدة إجابات تكون كلها صحيحة                    (( التفكير التباعدي ))
  1. البحث عن الطالب الموهوب يتم بالإجابة بنعم أو لا على السؤال: هل الطالب موهوب ؟
  • البحث عن الطالب الموهوب يتم بالسؤال عن: كيف يصبح الطالب موهوباً؟ وماذا يحتاج ؟
  1. الاهتمام يتركز حول الطلبة الحاصلين على الدرجات العالية في الاختبارات التحصيلية واختبارات الذكاء.
  • الاهتمام يتركز على تطوير ما لدى الطالب من قدرات ومواهب مهما كان مستوى تلك القدرات, بحيث يتم التعرف على جوانب القوة والضعف لتلك القدرات وتقويتها.
  1. الموهبة تظهر من خلال اختبارات التحصيل الدراسي واختبارات الذكاء.
  • ينظر إلى الموهبة على أنها متعددة الأبعاد ومتنوعة القدرات والمواهب.
  1. أفضل مقياس للموهبة هو الاختبارات, والتي  تعتبر لديهم الأكثر صحة وفعالية.
  • تتعدد المصادر و المحكات والطرق للتوصل إلى المواهب, وتطوير ملف يحتوي على جوانب القوة والضعف لدى الطالب
  1. مكافأة الطالب المرتفع التحصيل بالتكريم والجوائز
  • مكافأة وتقدير الموهبة مهما كان نوعها ومجالها فنية, أدبية, علمية ... الخ.

الاعتقادات والتطبقات التقليدية
الاعتقادات والتطبقات الحديثة
  1. الموهبة لابد أن تكون ظاهرة وبشكل واضح كالتحصيل الدراسي.
  • البحث عن الموهبة ومعرفة كيفية التوصل إلى المواهب والاستعدادات لدى الفرد وكيفية تطويرها وتنميتها.
  1. تتحدد القدرات والمواهب من خلال العوامل الوراثية.
  • تتحدد القدرات العقلية والمواهب وفقاً لتأثير العوامل البيئية والوراثية.
  1. لا يوجد برامج للموهوبين.
  • الطلاب ملتحقين ببرامج الموهوبين.
  1. مـن الأفـضل أن يتـلقى الطـلبة الموهوبين خدمات وبرامج تعليمية.
  • من الواجب أن يحصل الموهوبون على برامج تعليمية خاصة بهم.
  1. يوجد جدل حول تلقي الموهوبين برامج خاصة بهم.
  • تخطي الجدل. وأن الموهوبين يشكلون أحد الفئات الخاصة والتي تحتاج إلى برامج خاصة تشبع حاجاتهم ومواهبهم.
  1. تعليم الطلبة الموهوبين في مدارس خاصة يعتبر رفاهية.
  • تعليم الموهوبين في مدارس وبرامج خاصة من الضروريات ولا يمكن الاستغناء عنها.


ولأهمية دور المعلم في التأثير على تصرفات وسلوكيات الطلبة سواء كان داخل الفصل الدراسي أو خارجه، أورد رينولد وبيرتش ( 1982م ) ستة مبادئ لمساعدة المدرسين لإيجاد خبرات تعليمية مناسبة لفئة المتفوقين و الموهوبين:
  1. تعليم الطلبة المتفوقين والموهوبين أن يكونوا مثاليين ومؤثرين من خلال القيام بالدراسات المستقلة, ومحاولة غرس المهارات اللازمة لمتطلبات التعليم المستقل والاعتماد على الذات والقدرة على تحصيل المواقف وحل المشكلات.
  2. مساعدة هؤلاء الطلبة المتفوقين والموهوبين على التدريب على استحضار مختلف القدرات العقلية من عمليات معرفية معقدة وتفكير مبدع والقدرة على التحليل والنقد.
  3. تشجيع الطلبة المتفوقين والموهوبين على استخدام النقاش والحوار للأسئلة المطروحة لمساعدتهم على اتخاذ القرارات والتخطيط والإلمام بمختلف المواقف المحيطة بهم.
  4. إكسابهم المهارات الضرورية للتفاعلات الاجتماعية الإنسانية اللازمة, للعمل بكل سهولة ويسر مع مختلف الجماعات من مختلف الأعمار ومختلف الطبقات الفكرية.
  5. مساعدة الطلبة المتفوقين والموهوبين على اكتساب السلوكيات الإيجابية وتقديم التقدير والاحترام لكل الناس مهما كانت قدراتهم ومواهبهم, ومحاولة الوصول إلى فهم ذواتهم والوصول إلى الرضا وإقامة علاقات صحية مع الآخرين.
  6. تقوية توقعات الطالب الإيجابية والمتعلقة بقدراته وبالجانب المستقبلي لدراسته والوظيفة التي سيلتحق بها ولحياته المستقلة بشكل عام, لدفعه لمزيد من التفكير لتحقيق طموحاته ( ص 185).

No comments:

Post a Comment